أحسن كما احسن الله اليك

أحسن كما احسن الله اليك


أحسن كما أحسن الله إليك







الذي آتاه الله علماً ، أو جاهاً ، أو مالاً ، أو حفظاً للقرآن مع صوت حسن ، أو وقتاً لا يزاحمه مرض ولا دَين ، ثم يبخل بزكاة ما أعطي ، لا نقول إنه يأثم ، لكنه قطعاً لم يؤد شكر النعمة التي اختصه الله بها ، وحرمها آخرين كثير ، فهو معرض نفسه أن تسلب هذه النعمة ، أو تنغص عليه فينشغل ويذهل عنها ؛ لأن الله تعالى قدر الابتلاء والفتنة على كل مؤمن ، فلما لم يقع الابتلاء ببذل النعمة وتحمل ما يلاقيه من أجل ذلك ينتقل الابتلاء والفتنة إلى موقع آخر ، فيدخل عليه من طريق غيرَ الأول ، وكان الأولى بمن أكرمه الله ومن عليه بفضل – وفضل الله يؤتيه من يشاء – أن يسارع إلى شكر المولى ، ببذل النعمة لعباده المحرومين منها .
إن شكر النعمة ينبعث من نفس تقدر نعمة الله وتستحضر الشكر دائماً ، وترى أنه واجب وليس تطوعاً ، ليس لصاحب النعمة خيار في أن يعطي أو يمسك ؛ لأن الله تعالى يقول : { لئن شكرتم لأزيدنكم ، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } فليتنبه الأفاضل الذين أكرمهم الله تعالى بمزيد نعمة . وليحسنوا كما أحسن الله إليهم .


د.صالح الهذلول